محمد محسوب
لا يمكن لكاره ان يبني وطنا ولا يمكنه سوى ان يفكر في كيفية هدم الاخر ونفيه .. فا لكراهية عمياء تحجب نور الفكر وشفافية التأمل وضياء التسامح وروح التعايش. لا يطلب احد ان تفضله على نفسك او ان تتخلى عن آرائك وتتبنى رأيه وإنما ان ندرك أن الدنيا اهلها مختلفون ولا يزالون ولذلك خلقهم الله وأن الاختلاف ثراء وإقصاء المختلف خواء وتفهمه انتقال من حال حياة الغابة لحال حياة التمدن. وبداية تحقيق الامم لأحلامها ان يتوافق المختلفون على حسن إدارة اختلافهم لكي يتحول لطاقة تقدم لا لوقود تشرذم. وفي منهج الامم العظيم يكون صندوق الانتخاب او الاستفتاء هو فيصل فض الاختلاف ثم تركه خلف الظهور للانتقال لمرحلة اخرى ولا يكون من استحق تأييد رأيه في الصندوق منتصرا ولا من استبعد رأيه منهزما وإنما يكون الشعب منتصرا. الامم العظيمة هي أمم التي يتداول أبناؤها المختلفون على حكمها فيجتهد كل منهم في دفعها للأمام دون ان يتبارزوا في الشوارع والطرقات على حساب مصلحة شعبهم. من يترفع على مراراته النفسية ويتخلص من شعوره بالكراهية والإقصاء هو من يدرك ان مصلحة الوطن قبل مشاعر الافراد وان علاج المشاعر الفردية أسهل من إصلاح الوطن لو انكسر بسبب اختلاف أبنائه ...